الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

ليوبولد فايس ( محمد أسد ) رجل التساؤل والبحث عن الحقيقة

                                          
 أشعر بأنني ما عدت قادر على التدوين ، بدت كل الأشياء متشابه ، لدي إيمان لا يخالطة شك إن كان لمدونتي هذه بقية من عمر، فستبقى لتحيا معي وإن كان عكس ذلك ، فلن أجهز عليها على حين غرة لإلغائها ، وإن كنت أظن بأن عقدها الأخير قد أكتمل واكتهل أيضاً ، وبانت الرغبة ولكنْ لكل أجل كتاب .
 ذات يوم قال لي احد الأصدقاء . " إن شعرت بأنك في الصفحات الأخيرة لكتاب استمتعت بقراءته . سوف ينتابك شعور بالحزن ممزوج بالبخل وانت تعد ما تبقى من الصفحات " "الطريق الى مكة" كتاب مبهر وذات أبعاد تلوج بالأعماق احسست بأن قراءته  تجددنا إنسانيا.  محمد أسد باحث وكاتب استطاع  أن يقنعنا بأنه روائياً فذاً . يرسم لنا وهو يروي طريقة سحب الدلو  من البئر بأنها طريقة طواف نفسي، يكتبها بوصف رائع كيف تكون أصوات البدو واهازيجهم الجميلة، وتصوير النفود المقفرة بأنها أماكن خيالية، وصف لايؤديه إلا مبدع مُلهم، محمد أسد يجعل رحلته إلى مكة نافذة إلى  رحلة تاريخية، اجتماعية، سياسية، فنية، ودينية. فهو ينطلق  من أحداث بسيطة في طريق مكة ليعود بنا بشكل ذكريات غير منظمة إلى مناطق مختلفة في حياته للبحث عن إجابات لأسئلته، منذ ولادته حتى وصوله إلى مكة ، الكتاب أعمق من أن يكون سيرة ذاتية ، وأعمق من رحلة رجل اعتنق الإسلام ، بل هي رؤية إنسانية للحياة، ومعراج روحي لأدراك خفايا الوجود، في ظروف استثنائية جداً رحلته الى الشرق الاوسط_ وكيف تكون اول انطباع عن العرب في صحراء سيناء، وما شاهد  وشعر به في فلسطين وفي مصر ، وكيف  عبر الاردن و سوريا وكيف  أتاه اول احساس عميق بدواخله في دمشق بأنة على وشك ولوج طريق لم يتوقع بأن يوصله  الى الحق والحقيقه ، وكل ذلك اتضح أمامة  رويدا رويدا ؛ وكيف رجع ، بعد زياراتة لتركيا الى اوروبا ، وكيف إكتشف أنه من الصعب جدا ان يحيى  في عالم الغرب : لانة من وجهه ، كان مشغوفا للتوصل الى فهم اعمق لذلك الاحساس الغريب الذي انتابة عند اول معرفه له بالعرب وثقافتهم ، وكان يسعى الي فهم افضل لما يريدة محمد اسد (ليوبولدفايس ) ولد لابوين يهودين باحدى مقاطعات النمسا عام ١٩٠٠التي ضمت لالمانيا بعد ذلك اسمه الاصلي ليوبولد فايس وتسمى بعد اسلامه باسم  محمد اسد عام ١٩٢٦عمل صحافيا ومراسلا لكثير من صحف وسط اوروبا والمانيا وهولندا وسويسرا عن منطقه الشرق الاوسط وايران وافغانستان والهند عاصر وشارك في كثير من الاحداث التي شكلت مستقبل المنطقه  في رحتله يقابل شخصاً يخبره: "هز الرجل العجوز راسه ببطء وقال كلا اذا توقفت المياه بلا حركه في بركه فانها تفسد وتتعكر وتتعفن اما حين تكون متحركه ومتدفقه فانها تظل ونقيه " .. 
وهكذا كانت حياته .. حركة دائبة لا تهدأ نفسه فيها أبداً يتحدث عن حياته قبل الرحلة : لم أكن تعيساً بالتأكيد لكني لم أكن أشعر بالرضى ولا بالإشباع يصف صلاة الجمعة في المسجد الأموي وصف جميل جدا : في تلك اللحظة أدركت مدى قرب الله منهم وقربهم منه . بدا لي أن صلاتهم لاتنفصل عن حياتهم اليومية ، بل كانت جزء منها ، لاتعينهم صلاتهم على نسيان الحياة بل تعمقها أكثر بذكرهم لله..

 يتجلي في حديثة حبه الكبير  لرفيق سفره  "زيد الشمري "  ووصفه أياه المتكرر لزيد في رحلتة معه أصبح شخص مثيرة للانتباه لدى كل يقرأ الكتاب يحكي قصته في صحراء إيران في منطقة البلوش كم أسرني تعاملهم مع الصحراء وتكيفهم بها وحديثه عن التركيبة النفسية للايرانيين بطريقة رهيبة

يتكلم عن بدايته المهنية في أوروبا يقول (( كنت قد اصبحت نائبا لرئيس تحرير قطاع اخبار الصحافه الاسكندنافيه ، وفتح امامي ذلك العمل سبلا وطرقا عريضه الى عالم ارحب واوسع . كان مقهى (دي فيستين ) ومن بعده مقهى (رومانشيه ) ملتقى الكتاب والمفكرين البارزين والفنانين ومشاهير الصحافين وممثلين ومنتجين ، وكانوا كلهم يمثلون لي البيت الفكري . ربطتني بهم جميعا علاقات صداقه توفرت بها النديه ، كان لي ايضا شهرتي التي لم تقل عن شهره كثرين منهم كانت حياتي مليئه بصداقات عميقه ، وعلاقات حب وغرام عابره . كانت الحياه مثيره مليئه بصداقات عميقه ، وعلاقات حب وعابره كانت الحياه  مثيره مليئه باحلام واعده صاخبه الالوان كلا لم اكن تعيسا بالتاكيد _لكني  لم اكن اشعر بالرضئ ولا بالاشباع ، لا ادري بالتحديد مالذي اسعى اليه وما الذي اتوق الي تحقيقه ..))
الماضي؟ هل لي اي ماض ؟ كان عمري اثنين وعشرين عاما ... الا ان ابناء جيلي _اولئك الذين ولدوا مع مطلع القرن العشرين _عاشوا عصرا سريع الايقاع عن اي زمن عاشته ايه اجيال اخرى سابقه ، بدا الماضي الذي اتذكره كما لو كنت انظر الى مدى زمني سحيق غائر ... ايقنت انه لو تحرر المرء تماما من عاداته التي نشا عليها ومناهجها الفكريه وتقبل مفهوم انها ليست بالضروره الاساليب الصحيحه في الحياه ، لامكن له ان يفهم ما يبدو غريبا في نظره عن عالم السلام ... انا _ هذه الحزمه من اللحم والعظم والمشاعر والادراك _ خلقت في مسار هذا الوجود ، وحين اكون داخل اي حدث اكتشف ان (الخطر) ليس الا وهما : وان ذلك الخطر لا يستطيع ان (يقهر ) ارادتي ، وان كل ما يحدث ويقع لي ليس الا بعضا من التيار المكون للحياه والذي يحتضن كل الوجود الذي انا بعض منه . الا يمكن على سبيل المثال ان يكون الخطر والامان ، والموت والسعاده والمصير والتحقق ، ليست كلها الا وجوها متباينه لتلك الحزمه الضئيله من اللحم والعظم التي هي انا ؟ يا لها من حريه مطلقه بلا حدود،يالله ،وما اعظم هباتك للانسان .... القدم . نهضت من مخيلتي كل المصاعب والمشاكل والمغامرات التي خضتها فيما مضى من عمري ،كل التطلع والشوق واللهفه والسعي وخيبه الامل والخذلان والنساء واول علاقات في حياتي . كانت الليالي تبدو لنا بلا نهايه ، نسير تحت ضوء النجوم ، لا ندري على وجه التحديد مالذي نريده ، اسير برفقه صديق في شوارع تخلو من الماره ، نتحدث عن اشياء تبدو لنا جوهريه ، متغافلين عن جيوبنا الخاويه وافتقاد الامان في الايام المقبله تلك المشاعر من عدم الرضا السعيد التي لا يعرفها الا الشباب والرغبه العارمه في هدم العالم وبنائه من جديد . واحساس يقيني بحتميه اعاده تشكيل المجتمع ليحيا  حياه صائبه ومشبعه .. وتنظيم علاقاتهم لتحطيم عزله الفرد، الحياه بصدق في تشارك تام .. ماهو الخير وما هو الشر .. وما هو المصير .. وماهي الافعال الجوهريه التي يجب القيام بها دون تظاهر لتتاطبق مع طبيعه المرء وحياته حتى يمكن له ان يقول بصدق وارتياح من الاعماق (انا وقدري شي واحد ) ؟...

- يصف أول لقاء له مع عربي كان بكبينة القطار الذي كانت سكته من مصر الى فلسطين يصف الموقف ويقول : 
 (( نهض البدوي الذي كان جالسا امامي ببط وازاح غطاء راسه عن وجهه ، وفتح نافذه القطار المجاوره له ، كان وجهه نحيلا داكنا حاد الملامح ، يشبه وجوه الصقور الحاده اشترى فطيره ثم هم بالجلوس ، حين وقعت عيناه علي دون ان يبطق بكلمه قسم الفطيره نصفين وقدم لي نصفها حين لاحظ ترددي ودهشتي، ابتسم _لاحظت ان ابتسامته تليق بوجهه كما كانت لائقه عليه النظرات الصقريه الحاده _قال كلمه لم افهم معناها في ذلك الوقت . ))
ولكني اعرف الان انها كانت تفضل اخذت نصف الفطيره وهززت راسي شاكرا مسافر اخر يرتدي ملابس اوروبيه وطربوشا احمر _تدخل مترجما : بانجليزيه متعثره قال : (يقول لك انت على سفر وهو على سفر ، وطريقكما واحد ) حين افكر الان في ذلك الحدث الصغير يتبين لي ان كل الحب الذي احببته للشخصيه العربيه بعد ذلك ، لابد وانه قد تاثر تاثرا كبيرا بتلك الواقعه الصغيره . كان لتلك اللفته الكريمه من ذلك البدوي ، الذي شعر بالصداقه تجاه مسافر معه بالصدفه رغم حواجز اختلاف الاجناس واقتسم معه خبزه ، وما اشعرني بانفاس الانسانيه الحره الخاليه من ايه عاهات وعلل نفسيه بشريه ...)) 
   
- يتحدث عن حائل وأهلها في تلك الفترة .. 
((حائل )) مدينه عربيه خالصه ، دعنا نقول اكثر من بغداد بل حتى من المدينه فهي لا تحتوى على اي عنصر من شعوب غير عربيه نقيه في عذريه ونقاء اللبن المحلوب لتوه لا تلمح زيا اجنبيا في اسواقها ، لا تجد بالمتاجر الا ازياء والعباءات العربيه ، والكوفيه والعقال شوارعها اكثر نظافه من اي شوارع مدينه عربيه _بل حتى انظف من نجد المشهود بنظافتها الفائقه عن مدن الشرق البيوت مشيده من قوالب الطين المجفف ، لا تجد منها حائطا متهدما باستثناء ركام اسوار المدينه التي تشهد باثار الحرب الاخيره بين ابن سعود وبين ابن راشد ، وانتصر فيها ابن سعود وغزا مدينه حائل عام ١٩٢١...

- تصوير بمنتهى الإبداع والحنكة الأدبية وهو يستطرد صور عديدة من الصحراء الى مكة الى قبرة زوجتة التي كان لوفاتها أبلغ الأثر في مسيرتة ..
في صمت الصحراء الذي تنيره النجوم مع هبات نسيم عليل يداعب سطح الرمال الناعمه ، تتداخل صور الماضي والحاضر ثم تنفصل متداعيه واحده اثر اخرى مع اصوات استغاثه عحيبه ، عادت الذاكره عبر الاعوام الى اعوامي الاولى بالجزيره العربيه ، واول حج اوديه في مكه ، الى عتمه وكآبه احاطت بتلك الايام المبكره : الى وفاه السيده التي احببتها كما لم احب اي امراه  اخرى  الى اليوم ، والتي ترقد الان تحت تراب مدينه مكه لا يميز موضع قبرها الا حجر بسيط دون كتابه عليه ، والذي كان نهايه طريقها وبدايه طريقي : نهايه وبدايه ، النداء والصدى تعانقا بغرابه في الوادي الصخري لمكه ... 

- وصف بليغ لمشاهد الخوف من الضمأ ..
وان ماتراه ليس الا سرابا طالما افضى بالمرتحلين الى آمال زائفه مخادعه ثم الى الهلاك : في تلك اللحظات امتدت يدي بلا اراده مني لتتحسس قربه الماء الملعقه بسرج الناقه ... 

- وصف دقيق وقراءة عميقة لأعين البدوي النجدي ..
تلكما العينان تقرا فيهما حياه مئات الاجيال التي عاشت في البوادي والصحاري في حريه : تلكما العينان لرجل انحدر من اسلاف لم يستعبدوا من شعوب اخرى كما لم يستعبدوا شعوبا اخرى ... 
نمت داخلي قناعه ان الجزيره العربيه قد وهبتني كل ما يمكن ان تهبه لي ...
صحاري العالم كثيرا ، الا ان هذه الصحراء هي التي يمكن ان تشكل وجدانك ... 

- يصف أيران وأسواقها وتركيبة أهلها ..
(( الناس في البازار هادئون مهذبون صامتون كالاشباح لو نوه احد التجار عن بضاعته فانه يفعل ذلك بصوت خفيض لا ينادون باصوات عاليه او كلمات منغمه كما يفعل العرب في الاسواق العربيه ... ))

- يثير أمور مازالت جدلية الى يومنا هذا  ..
(( اردفت مكملا سيل أسئلتي قل لي كيف دفن علماوكم الدينيون الايمان الذي اتى به نبيكم بكل صفائه ونقائه تحت ركام من المناقشات العميقه لتوافه الامور وكيف حدث ان نباءكم وكبار ملاك اراضيهم يغرقون في الثروه والغنى والنعيم بينما يغرق اغلبيه المسلمين في الفقر والقذاره والصمت مع ان نبيكم علمكم ان لايومن احدكم ان شبع وجاره جائع هل يمكن ان تفسر لي كيف دفعتم النساء الى هامش الحياه مع ان النساء في عصر الرسول والصحابه ساهمن في كل شوون حياه ازواجهن وكيف اصبحت اغلبيتكم جاهله واميه واقليتكم من يعرفون القراءه والكتابه  بالرغم من ان نبيكم اعلن طلب العلم فريضه علي كل مسلم ومسلمه  ))  

- يتحدث عن التنازع العقائدي في ذهنة وكيف كانت الغلبة للإسلام ..
(( كانت صور نهائيه متكامله للاسلام تتبلور في ذهني وبيقين كان يدهشني في اوقات كثيره وهو يتكون داخلي بما يشبه الارتشاح العقلي والفكري اي انها تتم دون وعي اراده مني كانت  الافكارتتجمع ويضمها  ذهني الي بعضها في عمليه تنظيم ومنهجه لكل الشذرات مع المعلومات التي التي عرفتها عن الاسلام خلال الاعوام الاربعه الاخيره رايت في ذهني عملا معماريا متكاملا تتضح معالمه رويدا بكل مايحتويه من عناصر الاكتمال وتناغم الاجزاء والمكونات مع الكل المتكامل في توازن لايخل جزء منه باخر توازن مقتصد بلا خلل ويشعر المرء ان منظور الاسلام ومسلماته كلها في موضعها الملائم والصحيح من الوجود ..
كل مواد التشريع الاسلامي وضعت لفائده كل اعضاء المجتمع الاسلامي دون تميز بالاولاده او الجنس او الانتماء القلبي او مرتبه اجتماعيه لم يخص النبي نفسه باي امتيازات لنفسه او لذريته لم تعد هناك امتيازات خاصه لمرتبه اجتماعيه عليا او مثالب تقع مرتبه دنيا واختفى من الاسلام تماما مفهوم الطبقه الاجتماعيهكل الحقوق والواجبات والفرص المتاحه تنطبق بالتساوي على الافراد المجتمع المسلمين ..
لقد اوجدت رساله الاسلام حضاره لامكان فيها الجنس على اخر لامكان فيه لامتيازات خاصه ولاتقسيم طبقي لا كنهوت وتسلط هيئات دينيه ولا كهانه ولا حقوق متوارثه لنباله محتد وفي الحقيقه لم ينطو على اي امتيازات بالوارثه على الاطلاق كان الهدف خلق مجتمع يدين لله بالاسلام ويحكم نفسه بديموقراطيه واختيار للحاكم كانت اهم صفه بازره لحضاره الاسلام وهي الصفه التي انفرد بها دونا عن كل الحضارات البشريه السابقه عليه او اللاحقه له انهازمنبثقه من اراده حره لشعوبها لم تكن مثل حضارات اخرى سابقه وليده قهر وضغط واكراه او تصارع ارادات او الصراع على مصالح ولكنها كانت جزءا وكلا من رغبه حقيقه اصليه لدى كل المسلمين مستمده من ايمانهم بالله وماحثهم علييه من اعمال فكر وعمل ... ))

- يتحدث عن حبه العميق لمكة وحالة الانسجام مع جوانحه ..
(( الا ان مكه كانت دائما هي هدفي واتجاهي كانت تناديني من زمن طويل قبل ان يعي عقلي انها تناديني كانت تعلن بصوت قوي مملكتي في الحياه الدنيا كما هي في العالم الاخر فمملكتي للجسم كما هي للروح تسع مايفكر به  الانسان وما يحسه ببدنه ومايفعله تجارته وصلاته فراش نومه وعلاقته بالاخرين مملكتي لاتعرف حدا ولانهايه وحين ايقنت من ذلك على مدى الاعوام ادركت الى اين انتمي كانت اخوه  الاسلام بانتظاري من مولدي واعتنقت الاسلام وتحققت امالي في الانتماء لاكون جزءا من كل واحد ..
الا ان حجي الاول كان مقدرا له ان يعمق حياتي اكثر مما عمقت حياته المغامرات العجيبه التي صادفته اما الزا فقد كان الموت ينتظرها هناك ولم يكن لدى اي منا اي توقع بمدى قربه منها ولكنني لم ادرك انني اغادر ماضي كله واتركه خلفي ودون اي انذار وصل عالمي القديم الي نهايته عالم افكار الغرب ومشاعره ومساعيه وتصوراته ومفاهيه كان باب عالمي القديم يغلق في صمت من خلفي صمت مطلق حتى انني ادرك ولم اشعر به اعتقدت انها رحله مثل كل رحلاتي السابقه التي تحولت فيها في بلاد اجنبيه وعدت بعدها الى ماضي الذي تركته الا ان الايام
كانت ستكتشف عن وجه اخر تتغير معه كل اتجاهات امالي ورغباتي ..
_كان التساءل والسعي والدائمان يبحثان عن المطلق حتى في العصور المبكره حين ملا العالم المحير لهم اذهانهم بصور الالهة والعفاريت والجان كانوا يدركون ان هناك الها واحدا فوق كل الالهة التي يصورونها اليه غير مرئي لايمكن اداركه لانه فوق قوه الادراك اله ازلي فوق كل موجوداته لم تكن الات واخواتها المقدسات مناه والعزى الا بنات الرب الوسيطات بين الاله الذي لا يدركونه والعالم الذي يدركونه رموز لقوي لايفهمونها احاطت بالطفوله البشريه الا ان اعماقهم كانت تدرك وجود الاله الواحد كامن في اعماقهم جاهز علي الدوام ليشتعل متحولا الى ايمان واع كيف يمكن ان يكون الامر غير ذلك..
لقد كانوا بشرا عاشوا في عزله بين سماء قاسيه وارض اقسى وكانت حياتهم جافه بين تلك الفراغات الانهائيه الموحشه القاسيه لذلك وجدوا انفسهم في حاجه الي قوه تحتضن وتحتوي كل الوجود قوه معصومه وتتصف بعدل مطلق رحمه الله معاناتهم وحكمه عظمى الله المطلق يقطن في المطلق ويشع حكمته في الانهائي ولكن لانك من صنعه فهو اقرب اليك من حبل الوريد... ))

 - ويختتم كتابه بمشهد درامي أختزله بفقره جميله جداً 
استدرت ملتفتا خلفي وانا سرج ناقتي رايت خلفي الكتله المتماوجه المنسوجه من الاف الراكبين في ملابس بيضاء وخلفهم القنطره التي عبرت عليها طريق حياتي وجئت عبرها الى هنا كانت نهائيا خلفي تماما في تلك الحشود البيضاء بينما كانت بدايتها قد اختفت في اعماق اخفت معالمها ...